روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | أهمية الحوار وحكمه التكليفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > أهمية الحوار وحكمه التكليفي


  أهمية الحوار وحكمه التكليفي
     عدد مرات المشاهدة: 3044        عدد مرات الإرسال: 0

يُعد الحوار الركيزة الإنسانية المثلى والأسلوب الحضاري الفاعل في تجلية الأمور والحقائق، وإزالة المفاهيم المغلوطة والأحكام المسبقة الخاطئة حول الآخر، وفي تجسير جسور التواصل والتفاهم وتعزيز التعايش السلمي بين الأفراد والشعوب -النشرة التعريفية لمؤتمر الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض: 1434هـ، ص3.

ذلك أن الله تعالى خلق الناس متفاوتين في ألسنتهم وألوانهم وطبائعهم ومدركاتهم، ونتيجة ذلك أن يختلفوا في آرائهم وأفهامهم، يقول تعالى: {... وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ*إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ*وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 118-119]، والمراد: إفتراق الناس في الأديان والأخلاق والأفعال -مفاتيح الغيب للرازي: 18/61.

فالحوار هو الآلية المثلى للحد من هذا الخلاف ولتقريب وجهات النظر المتباينة، ولتنظيم مسيرة الفكر الإنساني في طريقها إلى الحق والخير والصواب.

وتزداد أهمية الحوار الهادف بين أتباع المذاهب الإسلامية الذين يجتمعون على مبادئ ثابتة، ثم يختلفون في مسائل إجتهادية يسوغ تأويلها، لأن كثيراً من مفكري الغرب يحاولون تصنيف الإسلام -وليس المسلمين- إلى إسلام سني وإسلام أصولي وإسلام تبليغي.. إلى غير ذلك.

وإن تعدد الآراء في كل مذهب من مذاهب الفقه الإسلامي يدل على حرية فكرية واسعة كان يتمتع بها المجتهدون في كل مذهب، هذه الحرية جعلت التقارب بين المذاهب المختلفة أمراً واقعاً، فالآراء التي تجدها هنا تجد لها نظيراً هناك -الفضالة، محمد الألفي، ص137.

ويأتي الحوار المخلص الهادف الواعي بين الحركات والمذاهب الإسلامية ليذيب الفوارق بينها ويجمعها على الثوابت المقررة في كتاب الله وسنة رسوله وما اجتمع عليه سلف هذه الأمة.

¤ الحكم التكليفي للحوار: يختلف حكم الحوار باختلاف الحالات التي يجري فيها:

أ= فقد يكون واجباً، إذا كان لنصرة الحق بإقامة الحجج والبراهين لدفع الشبهات عن ثوابت الإسلام. ويكون فرض عين إذا لم يوجد سوى عالم واحد وكان أهلاً للحوار الناجح في الحالات التي يجب فيها، ويكون فرض عين كذلك إذا ندب الحاكم عالماً لمناظرة أهل الباطل وكان أهلاً لممارسة الحوار -زاد المعاد لابن القيم: 4/639. حاشية ابن عابدين: 5/271.

ب= وقد يكون الحوار مندوباً في حالات كثيرة، منها: تأكيد الحق وتأييده، ومع غير المسلمين الذين يرجى إسلامهم -زاد المعاد، الموضع المتقدم.

ج= ويحرم الحوار إذا كان الغرض منه طمس الحق، وقهر المسلم، وإظهار العلم تباهياً، ونيل دنيا أو مال أو قبول -حاشية ابن عابدين: 5/271.

يقول تعالى: {وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [غافر:5]، وفي الجامع لأحكام القرآن: الجدل في الدين محمود، ولهذا جادل نوح والأنبياء قومهم حتى يظهر الحق، فمن قبله أنجح وأفلح، ومن رده خاب وخسر، وأما الجدال بغير الحق حتى يظهر الباطل في صورة الحق فمذموم، وصاحبه في الدارين ملوم -تفسير القرطبي: 9/28.

الكاتب: أ.د.محمد جبر الألفي.

المصدر: موقع رسالة المرأة.